Friday 26 August 2011

هل نجحت أم فشلت ثورتكم؟


في حالة التخبط الذين نمر بهما في تلك الايام، نسأل أنفسنا يوما بعد يوم، في مصر و في تونس تحديدا، هل ثورتينا في طريقهما الى النجاح أم الفشل؟ بعد هروب بن علي مباشرة، كتبت عدة نقاط سريعة في هيئة مقالة بسيطة لم اعدل فيها كثيرا منذ كتابتها تلك الليلة، و لم أكن اتصور بقدر كبير ان تقوم بمصر ثورة صراحة. و بعد ان قامت فعلا بها ثورة، ظللت ارى ان هذه المقالة مازالت صالحة بصورة كبيرة. و بعد ان اندلعت ثورات في الدول العربية الاخرى أيضا، فلا تزال هذه المقالة، في رأيي المتواضع، صالحة و سارية.

كتابتي لهذه النقاط كان في إطار تفكير شخصي حول كيفية الإجابة على هذه السؤال المحوري: متى نعتبر ان الثورة قد نجحت؟ و من أجل الرد على هذا السؤال، قمت بوضع ما رأيت انها مقاييس نجاح أو فشل الثورة. البعض قد يختلف ان بعض من هذه "المقاييس" هي للدولة بصورة عامة و ليس للثورة كحالة خاصة، و البعض قد يقول انها ليست مقاييس عامة و انما تعبر عن إتجاه شخصي لكاتبها. أي كان، لكم ان تحكموا عليها، و إذا قبلتموها فلكم ان تحكموا عما تحقق منها، حتى ولو جزئيا. و الترتيب لا يمثل الأهمية أو الأولوية. المقالة الاصلية هي كالآتي:





الثورة نجحت اذا آصبح:

١- لا يوجد مسئولا واحدا بالدولة، بدئا من عامل النظافة في مبنى الحي الذي تسكن به و انتهائا برأس النظام ذاته، فوق النقد أو المسائلة.

٢- حق التظاهر السلمي مكفولا و تقوم الدولة بحماية المتظاهرين و مناقشة مطالبهم، مع الإعتراف بدور المتظاهرين في عدم القيام بما يهدد الأمن العام بصورة لا تقبل التقويل (بمعنى: لا تخريب، لا دعوى الى عنف، لا تحريض).

٣- هناك التزام واضح بوضع سياسات تخدم العدالة الاجتماعية، و يكون مطروحا عدة مشروعات لهذه السياسات. (شخصيا: أفضل سياسات تقوم بتحقيق قدرا اكبر من العدالة ولكنها لا تدمر الإقتصاد الحر، و لا تبني دولة إشتراكية صريحة)

٤- هناك حرية إعلام بصورة واضحة، سواء المكتوب المسموع أو المقروء، و من حيث الانشاء و الإدارة و المضمون. الاستثناء الوحيد هو ما لا يختلف إثنان على انه دعوة للعنف أو للعنصرية أو الكراهية.

٥- الشعب يؤمن بصورة حقيقية ان كل مظاهر تعالي و تعذيب و عنف و سادية العناصر الامنية تجاه من غيرهم قد إنتهت. يوجد أمن في البلاد، و هو أمن حازم و صارم، و لكن كرامة المواطن و حسن معاملته هما أولويات أي رجل امن في الدولة. 

٦- هناك حرية الرأي و العقيدة، من حيث الإعتناق و الممارسة و المصارحة، و لا تتدخل الدولة لتجبر احدا على ديانة أو فكرا ما، سواء مباشرة او بصورة غير مباشرة.

٧- هناك حرمة للحياة الشخصية للفرد (بما في ذلك إتصالاته كافة) و حرمة لسلامة جسده، و إنتهاك أيا منهما يكون حسب القانون و بقرار محكمة له حيثيات واضحة و يمكن محاسبة المسئول عن هذا االقرار إذا تم إثبات عدم سلامته.

٨- هناك دستور يرضى به الشعب، و الدستور و القانون كليهما يحمي الأفراد و الاقليات قبل ان يحمي الأغلبية، و يمنعا سيطرة الاقلية أو الفرد على المجتمع، و يمنعا سيطرة أو قمع أغلبية على الاقليات و الافراد.

٩- هناك رئيس منتخب للدولة، سواء ان كان رئيسا حقيقيا أم رمزيا.

١٠ - هناك برلمان منتخب للدولة في انتخابات نزيهة، و يمثل ما يراه الشعب فعلا دون أي قمع لحقوق الافراد و الاقليات، و مع تمثيلهم في المجلس.

١١- هناك حكومة تعبر عن إرادة الشعب، و هناك شفافية كاملة في إتخاذ القرارات من قبل الحكومة و أجهزة الدولة ككل و حول اساليب إتخاذ هذه القرارات.

١٢- العدل و السرعة و الشفافية و إحترام كرامة المتهم و إفتراض براءته هي سمات النظام القضائي للدولة.

١٣- هناك جدول و خطوات واضحة لمحاكمة كل من تم إتهامهم بقتل الأبرياء (من المتظاهرين و غيرهم) اثناء و ربما حتى قبل الثورة (أو ان يكون تم ذلك بالفعل)، مع إيقاف كل المتهمين عن عملهم حتى انتهاء المحاكمات. هذه المحاكمات لابد ان تكون شفافة حتى لا يظلم برئ و لا نبرئ مذنب.

١٤- هناك جدول و خطوات واضحة لمحاكمة من أفسدوا الحياة السياسية في الدولة (أو ان يكون تم ذلك بالفعل)، مع الإستعداد للتصالح مع بعضهم في مقابل التعاون الكامل مع السلطات في كشف ما إقترفوه من أخطاء، و محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه (مثل إرجاع ثروات منهوبة).

١٥- هناك دولة مدنية قائمة على أساس المواطنة و حقوق الأنسان و خاصة المساواة.

١٦- لا يوجد فساد بشكل واضح و موسع في الدولة و فيما يتعلق بعلاقة الدولة بالقطاع الخاص.

١٧- هناك إتجاه واضح مدعوما بمقترحات للإهتمام بالفقراء و مشاكلهم المباشرة (ما هو بجانب مطلب العدالة الاجتماعية، مثل قضايا من يعيشون بالمدافن).

١٨- لا يوجد قانون طوارئ، و لا يتم محاكمة مدنيين في محاكمات إستثنائية.

١٩- هناك سياسات إسترجاع الثروات المنهوبة من الدولة، و ان تنجح هذه السياسات أكثر مما قد تفشل.

٢٠- هناك حرية حقيقية في العمل و التنظيم السياسي على مستوى الحركات و الاحزاب و الافراد و المنظمات الأهلية و غيرها، مع مراعاة الا تكون أي من هذه الكيانات تدعو الى فكر طائفي أو عنصري أو محرض للعنف أو الكراهية.

٢١- هناك نهضة في الفكر السياسي و العام لدى الشعب، و في اسلوب الحوار العام و السياسي، و في طرح القضايا و مناقشتها.

٢٢- قيام مؤتمر عام يجمع القوى السياسية و المدنية المهمة لوضع تصور مكتمل لشكل الدولة بعد الثورة، و إقتراح سياسات واسعة و شاملة و مكتملة إذا أمكن،  قد تحبذ الحكومة القادمة ان تستخدمها أو ان تبني عليها في كل جوانب الدولة، مثل التعليم و الصحة و المرور و الأمن و التجارة و الصناعة و غيرها.



و الآن، سواء ان كنت تونسي أو مصري أو ليبي أو يمني أو من أي الدول العربية التي قامت بها ثورة أو لم تقم، أين ترى ثورتك أو بلدك الآن، و أين هو إتجاهها؟ الإجابة لك انت وحدك.

(ملحوظة: أحب ان اعرف أرائكم حول هذه السؤال، أيا كانت دولتكم، في صورة تعليقات بالأسفل، و سأرد عليكم. أيضا، أرجو لفت آنتباهي إذا كنت ترى انني نسيت شيئا لا بد من إضافته في النقاط المذكورة.)



---------------
ملحوظةاذا كانت هذه زيارتك الاولى الى المدونة، فارجو ان تتكرم بالقاء نظرة على القائمة التي على اليمين و التي      تحتوي على اهم مقالات المدونة و على فهرس المدونة في الصفحة الرئيسية.

اذا اعجبتك المقالة، فسأستفيد جدا اذا ضغطت على TWEET أو  LIKE. و تابعني على تويتر Twitter اذا امكن بالضغط على FOLLOW بالاسفل. و ارحب بتعليقاتكم و سأرد عليها. بالإمكان ايضا متابعة المدونة بالضغط على Follow بالأعلى. بإمكانك وضع رابط بمنتهى السهولة لهذه التدوينة على الفيسبوك الخاص بكم عن طريق ضغط زر LIKE الازرق.


No comments:

Post a Comment